• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مختارات الحج


علامة باركود

حلقات إذاعية "الحج والتزكية": (6) من آداب الحج

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 9/11/2009 ميلادي - 21/11/1430 هجري

الزيارات: 10786

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحلقة السادسة

من آداب الحج


أيها المستمعون الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم مع هذه الحلقة من برنامجكم (الحج وتزكية النفوس). نتأمل فيها تزكية النفس من خلال بعض آداب الحج.

أخي المستمع الكريم، أخي الحاج:
إن للحج أثراً عظيماً في تزكية النفس، وكما ذكرنا في حلقة سابقة، ويحصل هذا الأثر للحاج من جوانب عديدة ذكرنا بعضها، وفي هذه الحلقة نذكر بتزكية النفس من خلال ما ورد من آداب الحج، في قوله - سبحانه وتعالى - بقوله: {الْحَجّ أَشْهُرٌ مّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنّ الْحَجّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوّدُواْ فَإِنّ خَيْرَ الزّادِ التّقْوَىَ وَاتّقُونِ يَأُوْلِي الألْبَابِ}.

ففي هذه الآية: نهي عن الرفث، وعن الفسوق، وعن الجدال في الحج، وفيها أمر بالتزود من التقوى.

أما الرفث: فقد قال فيه ابن كثير: هو الجِماع، كما قال تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}، وكذلك يحرم تعاطي دواعيه من المباشرة والتقبيل ونحو ذلك، كذلك التكلم به بحضرة النساء.

ويقول ابن عمر: الرفث إتيان النساء والتكلم بذلك للرجال والنساء إذا ذكروا ذلك بأفواههم.

وقال ابن عباس : إنما الرفث ما قيل عند النساء.

وقال عطاء بن أبي رباح: الرفث الجماع وما دونه من قول الفحش، وكذا قال عمرو بن دينار.

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الرفث غشيان النساء والقبلة والغمز، وأن يعرض لها  بالفحش من الكلام ونحو ذلك.

فعلى الحاج الذي يريد سلامة حجه وزكاة نفسه، أن يتجنب ذلك كله، وهناك نفر من الناس هداهم الله اعتادوا مثل هذا الكلام في مجالسهم، من قبيل الممازحة، فيقعون في فحش القول، وربما لا يتورعون عن ذلك حتى في مواضع نسكهم وأيام حجهم، ولعل التأمل في هذا الأدب من آداب الحج يكون سبيلاً في تقويم ألفاظهم وتحسين عباراتهم، مما يعود عليهم بالنفع العظيم في زكاة أنفسهم.

وأما الأدب الثاني: هو قوله: {ولا فسوق} قال ابن عباس: هي المعاصي، وكذا قال عطاء ومجاهد وغيرهم .

وقال محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر، قال: الفسوق ما أصيب من معاصي الله صيداً أو غيره.

وقال ابن عمر : الفسوق إتيان معاصي الله في الحرم، وقال آخرون: الفسوق ههنا السباب ، وقد يتمسك هؤلاء بما ثبت في الصحيح «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الفسوق ههنا الذبح للأصنام، قال الله تعالى: {أو فسقاً أهل لغير الله به}.

وقال الضحاك: الفسوق التنابز بالألقاب.

والذين قالوا: الفسوق ههنا هو جميع المعاصي الصواب معهم. والله أعلم.

وقال القرطبي : قوله تعالى: {وَلاَ فُسُوقَ} يعني: جميع المعاصي ، قاله ابن عباس وعطاء والحسن. وهو أصح، لأنه  يتناول جميع الأقوال.

قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن حَجّ فلم يَرْفُث ولم يفسُق رَجع كيوم ولدته أمه))، ((والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة))؛ خرّجه مسلم وغيره.

وقال الفقهاء: الحج المبرور هو الذي لم يُعص الله تعالى فيه أثناء أدائه.

لذا فعلى الحاج أن يكون حريصاً على تحيق الحج المبرور الذي يدرك به الجنة ببعده عن المعاصي في حجه، وإذا كان الأمر كذلك فإن الحج المبرور له آثرٌ عظيم في نفس الحاج، فيعود بعد حجه أحسن حالاً منه قبل ذلك.

أيها المستمعون الكرام، حجاج بيت الله الحرام:
وأما الأدب الثالث: فهو قوله: {ولا جدال في الحج}.

اختلفت العلماء في المعنى المراد به هنا: فقال ابن مسعود وابن عباس وعطاء: الجدال هنا أن تُماري مسلماً حتى تغضبه فينتهي إلى السّباب، فأما مذاكرة العلم فلا نهي عنها.

وقال قتادة: الجِدال السّباب.

وقال ابن زيد ومالك بن أنس: الجدال هنا أن يختلف الناس: أيّهم صادف موقف إبراهيم عليه السلام، كما كانوا يفعلون في الجاهلية حين كانت قريش تقف في غير موقف سائر العرب، ثم يتجادلون بعد ذلك.

فالمعنى على هذا التأويل: لا جدال في مواضعه.

وقالت طائفة: الجدال هنا أن تقول طائفة: الحج اليوم، وتقول طائفة: الحج غداً.

وقال مجاهد وطائفة معه: الجدال المماراة في الشهور حسب ما كانت عليه العرب من النّسيء، كانوا ربما جعلوا الحج في غير ذي الحجة، ويقف بعضهم بجَمْع وبعضهم بعَرَفة، ويتمارون في الصواب من ذلك.

فأياً كان معنى الجدال فإن الحاج منهي عنه، وعليه أن يصرف همه لما يصلح حجه، ويقربه من ربه، وفي هذا الزمان نجد أن الجدال في زمان الحج ومكانه لا وجود له، بل يكون الجدال في أمور أخرى، من الملاحظ على بعض الحجاج عدم التورع عن الجدل في أمور يسيرة فيما يتعلق بالمسكن أو المأكل أو المشرب أو نحو ذلك، مما يوقعه في المحذور ويفوت عليه خيراً عظيماً.

أيها المستمعون الكرام:
ومن الآداب الواردة في الآية السالفة الذكر: قوله: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}.

عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَلا يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[1] أمر لهم بأخذ ما يحتاجونه من الزاد الدنيوي، منأكل ومشرب ونحوه، فإن ذلك لاينافي قيقة التوكل علة الله سبحانه وتعالى.

وقوله: {فإن خير الزاد التقوى} لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الاَخرة، وهو استصحاب التقوى إليها، كما قال: {وريشاً ولباس التقوى ذلك خير} لما ذكر اللباس الحسي نبه مرشداً إلى اللباس المعنوي، وهوالخشوع والطاعة والتقوى، وذكر أنه خير من هذا وأنفع.

وقيل: فيه تنبيه على أن هذه الدار ليست بدار قرار. فذكّرهم الله تعالى سفر الاَخرة وحثّهم على تزوّد التقوى¹ فإن التقوى زاد الاَخرة.

قال الأعشى:
إذ أنت لم تَرْحل بزادٍ من  التّقَى        ولاقَيْتَ بعد الموت مَن قد تَزوّداً
نَدِمتَ  على  ألاّ  تكون  كمثله        وأنك لم ترصُد كما كان أرْصدَا
أخي الحاج:
احرص على هذا التوجيه الرباني العظيم، وتزود لحجك ومن حجك بتقوى الله سبحانه وتعالى، وذلك باتقاء المنهيات، وفعل الطاعات، تدرك زكاة نفسك وفلاحها.
ــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه البخاري، كتاب الحج، حديث رقم 1523 .




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة